“مؤتمر الاستثمار في بيروت” رسالة اقتصادية ساخنة لتحريك البرودة السياسية
ميريام بلعة - المركزية

في ظل الضغط السياسي الغربي ولا سيما الأميركي على لبنان والتهديد بحرمانه من أي دعم قبل إتمام شرط “حصريّة السلاح”، وتعييره بالتقصير في تقويض نشاط “القرض الحسن” المُفلِت حتى الآن من عقاب التجميد… تبرز رسالة حمّالة أوجه، سيُطلقها مؤتمر الاستثمار في بيروت “Beirut One” الأسبوع المقبل، في طليعتها أن لبنان يستأهل استعادة موقعه الاستثماري على الخريطة العالمية، ويستحق بجدارة أن يكون مرتع الاستثمار الأجنبي والعربي. أما الوجه الآخر منها فيحمل كل الإيجابية بأن المؤتمر سيُطلق مسار الاستثمار في عرض الفرص وتحديد الأهداف بعيداً عن الذبذبات السلبية، والوجه الأخير من الرسالة يُصيب الهدف بأن الإعمار لا يُعيق الاستثمار … فلبنان بحاجة إلى الإثنين معاً.
هذه الرسالة حظوظها كبيرة في إصابة الهدف، خصوصاً أن الرعاية تأتي من رأس الدولة رئيس الجمهورية الذي قصَدَ في افتتاحه المؤتمر تثبيت لبنان بلداً للأعمال والاستثمار قبل أي شيء آخر، وهو لطالما كان كذلك. تماماً كما مداخلة رئيس الحكومة اللقاء الحواري المقرّر معه ضمن فعاليات المؤتمر، والذي بدوره سيؤّدي فريضة الولاء للبنان الازدهار والنهوض… فالنمو.
إذاً… المؤتمر الذي سيُعقَد في 18 و19 تشرين الثاني الجاري، هدفه الأوّل والأخير تحفيز فرص الاستثمار في لبنان، مُبرزاً مزاياه التنافسيّة وتعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية.
“بجديّة وإيمان، أخذنا هذه المبادرة لعقد مؤتمر الاستثمار في بيروت، وستكون المشاركة حاشدة” الكلام لأبرز منظّمي المؤتمر شارل عربيد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي شكّل المنصّة الرسميّة للإعلان عن عقد هذا المؤتمر بكامل حيثياته.
ويقول عربيد لـ”المركزية”: منذ انطلاقة العهد الجديد، اندفعت معه مسارات عدة. منها ما يتعلق بالملف السياسي وتطبيق القرار 1701، وآخر ببعض القوانين لا سيما تلك المتعلقة بالودائع، وثالثهما بدء المسار الإصلاحي ولو ببطء…
“نعم اللبنانيون ينتظرون الكثير” هلى حدّ تعبيره، “ولكن هناك شيء ما بدأ. من هنا، يجب أن نُطلق مسارات أخرى في المقابل، كالاستثمار والإعمار واستعادة الودائع… فالمسار الأول لا يلغي الآخر”.
ويتساءل عربيد “متى نبدأ العمل؟ عندما يكون هناك حاجة! فنحن اليوم بحاجة إلى الاستثمارات، علينا إطلاق عجلتها عبر توجيه الدعوة إلى الاستثمار… من هنا جاء المؤتمر بمثابة رسالة إلى الداخل والخارج والمنظمات الدولية وأصدقاء لبنان، لنقول إن لبنان بدأ أولى خطواته في مسار التعافي”.
وإذ يؤكد أن “الفرص موجودة”، يكشف عربيد أن “المؤتمر سيقارب خمسة قطاعات: البنى التحتية، الابتكار، ريادة الأعمال، التكنولوجيا، والثقافة”، معلناً للرأي العام المحلي والخارجي “لقد أطلقنا محرّكات العمل، وجميعنا مؤمنون بمستقبل هذا البلد وإيصال هذه الرسالة الإيجابية العاقلة التي ينتظرها المجتمع الدولي من لبنان”.
الاستثمار والمصارف..
هل هناك استثمار بدون قطاع مصرفي فاعل في لبنان؟! يُجيب عربيد بالنفي، “ولكن لنبدأ بالحديث عن فرص الاستثمار في لبنان. هكذا يتشجّع المهتمون والمعنيون بمعالجة الأزمة المصرفية، على المضي قدماً في إقرار خطط المعالجة والقوانين المرتبطة بها، لأنه بدون المصارف لن ينطلق الاستثمار، ومن الضروري بمكان أن يستعيد القطاع المصرفي اللبناني عافيته وإيجاد حل عادل لمشكلة الودائع كي تستقيم الأمور وتوضع على السكة الصحيحة لتحقيق ما نصبو إليه من فورة استثمارية في البلاد”.
هل من مستثمرين دوليين يعقدون العزم على الاستثمار في لبنان؟ “سنفاجئكم في المؤتمر… الجوّ الإيجابي يفوق التهويل والذبذبات السلبية” على حدّ قوله، مؤكداً أن “هناك مستثمرين أعربوا عن رغبتهم في الاستثمار في لبنان، من الدول الأجنبية والخليجية والعربية”.
ويستطرد جازماً “نريد إعماراً واستثماراً معاً، ما يحتم انتظام العمل المصرفي بشكل عادل ومُحق… سنبدأ بإطلاق الشرارة الاستثمارية ونرى ما ينتظرنا ما بعد 19 الجاري”.



